مقدّمة موجزة عن مشروع المراجعات التي تقوم بها حركة أحرار الشام في سوريا:
من سجون صيدنايا
وأدبيات السلفية الجهادية
إلى قيادة كبرى التشكيلات العسكرية في الثورة السورية
وإلى مراجعات فكرية
مثلت منعطفا حادا في المسار الفكري للجماعات الجهادية
ثم إلى الرفيق الأعلى
بعد أكبر عملية اغتيال جماعي شهدتها الثورة السورية
إنهم قادة حركة أحرار الشام الإسلامية
بداية القصة … سجن صيدنايا نقطة انطلاق المؤسسين
من هذا المكان في ريف دمشق
حيث تم تسريب آلاف الصور لسجناء قضوا تحت التعذيب
يقع سجن صيدنايا الكبير
الذي مر منه معظم قيادات حركة أحرار الشام الإسلامية
أبو عبد الله الحموي أول قائد للحركة
محب الدين الشامي صاحب نظرية الميكانيك السياسية، والذي كان يرأس المكتب السياسي للحركة
أبو طلحة القائد العسكري الأول
أبو عبد الملك
الشرعي العام لحركة أحرار الشام
وغيرهم الكثير …
وكان النظام يرى في سجناء صيدنايا
أصحاب الخلفية الإسلامية
ورقة يمكنه من خلالها أن يحرف مسار الثورة
من خلال الإفراج عنهم
ومشاركتهم المؤكدة في قيادة الاحتجاجات
وهو ما قام بالفعل
بعد أشهر قليلة من انطلاق الثورة
مرحلة التأسيس والهوية الفكرية
تأسست حركة أحرار الشام الإسلامية
من اندماج جمع أربع فصائل أساسية هي
كتائب الإيمان
وجماعة الطليعة الإسلامية
وحركة الفجر الإسلامية
وكتائب أحرار الشام الانتشار
كانت الجذور السلفية الجهادية والإخوانية
والأفكار السرورية
تشكل مجمل الخلفية الفكرية لمؤسسي حركة أحرار الشام
وكانت صبغة السلفية الجهادية
واضحة على الحركة في بدايتها
إلا أنها لم تستمر طويلا
حيث مرت الحركة بمراجعات فكرية
وتحولات حادة في مسارها
أعادت إنتاج هويتها الفكرية
المراجعات الفكرية والتحولات الاستراتيجية لحركة أحرار الشام
كانت حركة أحرار الشام منذ تأسيسها
تحاول أن تغيير مقدمات عملها المقاوم
لكي تتجنب الوصول إلى نفس النتائج الكارثية
التي وصل لها تنظيم القاعدة
ولعبت تجربة السجون والحوارات الداخلية
ضمن صفوف الحركة
دورا كبيرا في تلك المراجعات
إضافة للقاءات مع شخصيات كبيرة
من قادة الفكر من الحركات الإسلامية
كما كان للظروف الدولية والإقليمية
دوره الكبير في التأثير على خطاب حركة أحرار الشام
التي كانت تتجنب كل ما من شأنه
أن يضعها على قوائم الإرهاب
ويقطع الدعم عنها.
طبيعة المراجعات …الاعتذار عن العمل مع السلفية الجهادية
تناولت المراجعات العديد من الموضوعات
مثل مسائل الكفر والإيمان
وعالجت قضية الإطلاقات التكفيرية
التي وقعت بها السلفية الجهادية
وشرعية البيعة العامة وإعلان الدولة
ومسائل الفكر الحركي وغيرها
كما علت أصوات تنادي بنسف
منهج السلفية الجهادية برمته
والعودة للمنهج المقاصدي
وذلك من خلال الكتب وإصدار البيانات
وإلقاء الدروس والمحاضرات
والمناظرات المباشرة مع تنظيم الدولة وجبهة النصرة حينها
وكان واضحا من خلال تلك المراجعات
– البحث الدائم عن مقاربة لمشروع ثوري مع الجيش الحر مع عدم خسارة رضى السلفية الجهادية
– والسعي للانتقال من أفكار السلفية الجهادية إلى المدرسة المقاصدية
– والبحث عن التمايز المنهجي والفكري عن كل من السلفية الجهادية والإخوان المسلمين
تحديات التحول الاستراتيجي
خيب قادة أحرار الشام أمل نظام الأسد
في إنتاج فصيل متطرف يصنف على لوائح الإرهاب
بل بدو أكثر وعيا لمخططات النظام
وأجهزة الاستخبارات العالمية
ما جعل من عملية اغتيالهم
ضرورة حتمية للكثير من الأطراف
وفي 9 من أيلول/سبتمبر
كانت بلدة رام حمدان
على موعد مع انفجار كبير هز المقر صفر
حيث كان يجتمع نحو 40 شخصا من قيادات الصف الأول في الحركة
لقوا حتفهم جميعا
مثل الانفجار ضربة قاسية للحركة
فلم تكن الحركة على سوية واحدة في النضوج
وتقبل المراجعات الحديثة نسبيا
وكانت استجابة القواعد أبطئ بكثير
من رؤية القادة الذين تم اغتيالهم
وكان التحدي الأكبر هو الخلافات المستمرة داخل مجلس الشورى
وجود قيادات مصرة على التمسك بأدبيات السلفية الجهادية
الأمر الذي انتهى بعمليات انشقاق كبيرة في صفوفها
بعد غياب الشخصيات الجامعة في الحركة
وانضواء الحركة بعد ذلك ضمن الجيش الوطني وتراجع ثقلها بشكل واضح على الساحة السورية
فما رأيك أنت بتجربة أحرار الشام وتحولاتها الفكرية
وهل كانت لتلعب دورا أكبر لولا اغتيال قاداتها المؤسسين؟