تأليف: عباس شريفة – حسن الدغيم – عرابي عبد الحي عرابي – ياسين جمول – مختار أوفى
مقدّمة الناشر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فيأتي هذا الإصدار ضمن سعينا لنشر الدراسات والبحوث ومخرجات المؤتمرات والندوات العلمية التي تبحث ملفات كبيرة وشائكة، وتتناول القضايا التي تمس واقع الأمة والصراعات التي تموج بها المنطقة العربية والبلدان الإسلامية من الثورات على الديكتاتوريات، وقمع الحكام للثورات السلمية والمسلحة، وتشكل الجماعات الجهادية والمقاتلة، والعمليات المسلحة، والغلو في التكفير والدماء، وأصبحت محور الخلافات والتجاذبات الفكرية والعقدية والمنهجية.
ونجد أن من الضروري أن نقدم بين يدي القارئ أمرين قبل أن يقرأ هذا الإصدار :
الأول: أن نشر هذه الكتب ينطلق من اعتقادنا بضرورة توسيع الدراسات حول هذه القضايا والتي تتناول نوازل وحوادث كبرى بالبحث والتأصيل الشرعي، فإن أمتنا ضحت في العقود الأخيرة بمئات الآلاف من أبنائها وفيهم خيرة الشباب وأفاضل الرجال، وأدت الحوادث والصراعات إلى تهجير الملايين خارج أوطانهم ونزوح ملايين أخرى في الداخل، ناهيك عن التضحيات والأثمان الباهظة في الاقتصاد وجوانب الحياة الأخرى.
ومازالت الطائفية والنزعات القومية والعنصرية تموج في منطقتنا كأشد ما يكون موج البحار، ومازالت البلاد تحكم بالحديد والنار، والشعوب مسلوبة الإرادة، وكلما أخمدت الثورة في بقعة من بلاد المسلمين نشبت أختها في مكان آخر، وكلما تنفست بلاد الصعداء بعد تخلصها من محتل، غزا العدو بلادًا أخرى للمسلمين، ناهيك عن حرص الاحتلال في كل زمان أن يخلفه من أبناء البلد من هو أشد نكاية بأهله منهم.
وما دامت هذه النوازل محور الاختلاف بين العاملين في الساحة في التعاطي معها، وما دامت أخطاء العاملين جماعات وأفرادا تقع على رؤوس المسلمين، فإنه لابد من توسيع نطاق البحث والدراسة؛ للخروج بتصورات شرعية ونتائج علمية تحد من النزاع والخلاف إلى ما يمكن وتسهل الطريق ليكون العاملون في الساحة على أمر جامع.
الثاني : نشرنا لأي إصدار أو كتاب لا يعني بالضرورة تأييدنا أو تبنينا لمخرجاته أو طروحاته، بل إننا نقدم هذه الدراسات لأهل العلم والمختصين لتكون في متناول بحثهم ودراستهم فما كان من صواب وجب الانتفاع منه، وما كان من خطأ وجب تقويمه، فإن من الأفكار والدراسات ما يكون حبيس الأوراق أو العقول، ولا يصل إلا إلى فئة محدودة، فإن كان خيرا لم يتوسع الانتفاع منه، وما كان غير ذلك أخذ به من لا يحسن تقويمه ولم يصل إلى من يبين عواره وينبه الناس إلى خطأه، وما أكثر ما رأينا من دماء تسيل وبلاد تخرب بناءً على عمل قام على أفكار قاصرة واجتهادات خاطئة.
لذلك فإننا ندعو الباحثين وأهل العلم إلى تقديم ما يرونه من تصويب وتقويم للناشر أو الكاتب، ولا يحقرن أحد شيئًا مما يفتح الله عليه ويلهمه حينما يقرأ هذه الكتاب أو غيره.
والله نرجو العون والسداد والقبول والرشاد.
مركز أفق للدراسات
2.4.1445 الموافق لـ 10.10.2023