إن تنظيم العاقة بين المسلمين وغيرهم ـ في حالات السلم والحرب موضوع أولاه الإسلام عناية كبيرة، واهتم به اهتماًما عظيًما؛ لما له من أهمية بالغة، وأثر كبير.
وكما بسط الإسلام في بيان أحكام وأخلاق الجهاد، فقد فصل في أحكام السلم، وأبواب الأمان.
وأحكام الأمان، والصلح، والذمة، وما ورد فيها من الآيات القرآنية،
والأحاديث النبوية، وألف فيها علماء الإسلام من الكتب، وبوّبوا لها من الأبواب في مصنفاتهم، شاهدة بالعناية التي أولاها الإسلام لهذا الموضوع.
وهذه العناية نابعة من أهمية الموضوع نفسه، فالبشرية ـ وإن اقتضت طبيعة الصراع فيها بين الحق والباطل،والتدافع بين الخير والشر قياَم الحروب بينها على مرّ التاريخ ـ فهي في حاجة مستمرة إلى السلام، والأمان والاستقرار، حتى تتسنى لها فرص التعرف على الدين الحق، في جو من السلم والأمان.
إن من حكم الإسلام البالغة ما شرع من نظم الأمان، وسن من أحكام السلام التي تتيح للبشرية التعرف على محاسنه، من خلال مخالطة أهله، ومعايشة أتباعه، والعيش في كنفه، والحياة في حماه.
https://albayan.ws/file/2022/01/peace_covenant_in_islam_arabic_aqd_al_aman.pdf