الباحثان: ياسمين جمول – مختار أوفى
بعيداً عن أسباب نشوء تنظيم القاعدة؛ إلا أنه بات واقعاً نعيش تجارب لفروعه في عدة بلدان عربية وإسلامية، وأكثر ما تنشط هذه الفروع في مناطق الصراع لما تمثله لها من بيئة جهادية تحقق فيه بعض أهدافها التي ترفعها وتقاتل من أجلها.
وحيث إن القاعدة وما أنتجته على مستوى العالم من تنظيمات وأفراد تنطلق من رؤية شرعية وترفع راية إسلامية في قتالها فمن الطبيعي أن تبقى للشرعيين فيها سلطة قوية؛ تدور من حولها الأعمال القتالية والتنفيذية الأخرى.
ولئن انطلقت القاعدة من أفغانستان فإنها انتشرت في بلدان العالم مرتبطة مع قيادتها ببيعة جهادية؛ لكن هذه البيعة تشتد بلوازمها وترتخي، حسب اختلاف ظروف الزمان والمكان، دون أن تختفي آثارها الفكرية وإن خفت أو حتى ألغيت الروابط التنظيمية مع قيادة التنظيم. وانطلاقاً من هذا فإن النظر الصحيح في التنظيمات الجهادية التي ولدت من رحم القاعدة يلزم أن يكون نظراً موسعاً يرصدها في عدة أماكن وعبر سنوات من نشاطها بين السلم والحرب؛ لتصح المخرجات والاستنتاجات بخصوص تلك التنظيمات وسلطاتها الشرعية.
وتأتي هذه الورقة تحليلاً مقارناً للسلطة الشرعية في هيئة تحرير الشام «النصرة سابقاً»، والمرجعية الدينية في تنظيم حراس الدين، والسلطة الشرعية في جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في الساحل غرباً بحيث يرصد جوانب التوافق والتباين بين التجارب الثلاث…